لحج نيوز/خاص:الاسكندرية - جمال عبد الصمد -
رحل عن دنيانا، إلا أنه لم ولن يرحل عن ذاكرتنا، إنه الأكاديمي والشاعر والأديب والدبلوماسي والوزير والإنسان غازي القصيبي الذي ننعي وفاته ببالغ الحزن والأسى. عرفته قويّ الشكيمة، طويل الباع، لا يحيد عن هدفه، واضح الحجة، منطقي التفكير. مر الرجل على مدار حياته بالكثير من التجارب الحياتية التي لم تزده إلا شجاعة وثبات؛ إذ أحدثت معظم مؤلفاته الأدبية ضجة كبرى حال طبعها، ومُنع كثير منها من التداول في بلده، وهاجمه ضيقوا التفكير والمتسلطين الذين نصبوا أنفسهم قضاة على الفكر والإبداع. تميز الراحل في كافة المواقع التي تولاها تعاونا سويا حينما كان وزيرا للصناعة من خلال عملي في البنك الدولي فكانت ثمرة هذا التعاون العديد من المشروعات التنموية ، كما أنه ذو شخصية متعددة المواهب؛ وهو ما يظهر جليا في تنوع المواقع التي شغلها.كانت بيننا منافسة علي منصب مدير اليونسكو بالرغم من كونها معركة انتخابية إلا أنها لم تمس صداقتنا الوطيدة بل تقابلنا بعدها في لندن في جلسة مطولة كانت صريحة إلي أبعد حد أكدت هذه الجلسة مدي ما يجمعنا سويا من الحرص علي الثقافة المعاصرة الحيوية التي تعطي للعرب الكثير إنني إذ أنعي هذا الرجل المستنير، أؤكد أن إرثه سيظل باقيا في وجدان وعقل هذه الأمة.
|