لحج نيوز/الرياض :وكالات -
طالب مختصون في الشأن الاجتماعي السعودي الجهات المسؤولة بعمل دراسة حول ظاهرة التسول التي بدأت تظهر بشكل كبيروبطرق مختلفة إضافة إلى توعية المواطن في هذا الجانب بعدم التجاوب مع المتسولين خصوصا في شهر رمضان المبارك.
وحذر مختصون اجتماعيون من ظاهرة التسول أمام إشارات المرور ومراكز التسوق والآن وصولهم إلى المنازل لاسيما من قبل نساء وفتيات صغيرات مطالبين الجهات الأمنية بأن تقف وقفة حازمة لاسيما مع تزايد أعدادهن وانتشارهن المنظم المخطط له في كل مكان.
وأرجع الدكتور عبد الله الصبيح الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي في حديث لـ" إيلاف سبب ظاهرة التسول في السعودية إلى قضيتين.
الأولى: وجود فقر مدقع في عدد من مناطق المملكة في الشمال وفي الجنوب وتحديدا منطقة جازان، موضحاً أهمية التركيز على معالجة الفقر وأن تلتفت الدولة لهذه المشكلة من خلال دراسة لأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ومشروع الملك عبدالله لمعالجة الفقر وبعض الجهات ذات العلاقة.
والقضية الأخرى ظاهرة التسول من القادمين إلى المملكة من مناطق أخرى في العالم حيث يقومون بالتسول والسرقة وممارسة أعمال غير محمودة، مطالباً الأجهزة الأمنية بوقفة حازمة تجاههم، وقال: لا نسمح أن يفسد هؤلاء المتسولين والمتسولات طهر المجتمع وعفافه ونحن كمراقبين لا نعرف كيف عادوا بأسماء جديدة ليمارسوا العمل الذي كانوا يمارسونه.
وأضاف على الإنسان أن يحتاط ولا يتجاوب مع أي متسول أو متسولة، فهناك جهات تعنى بمساعدتهم إن كانوا بالفعل يحتاجون لذلك، موضحا في الوقت ذاته أن المواطن تدفعه عاطفته لمد يد العون حينما يجد امرأة واقفة تحت أشعة الشمس في هذا الصيف اللاهب وهي تطلب المساعدة.
وتساءل كيف يستغل بعض المستولين تأشيرة العمرة لغرض آخر خصوصا في هذه المواسم الشريفة بامتهان التسول بدل أن يلجأ إلى الله في هذه الأوقات؟
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية د. نورة الصويان بأن أغلب المتسولين من النساء وصغار السن متسائلة كيف يدخلون إلى البلاد من أين قدموا، وماهي جنسياتهم وهل من بينهم سعوديين؟ أما أن جميعهم أجانب وهل تمتهن هؤلاء النسوة التسول ظاهريا بحيث يكون مدخل للمرأة لتمارس عمل الدعارة، مطالبة بدراسة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقالت: بات الجميع يشاهد هذه المشاهد اليومية خصوصا عند إشارات المرور في أوقات متأخرة، والآن وصلوا للمنازل وكونهم الآن يصلون للمنازل فهذا أمر خطير فقد يكونون عصابات يستغلون طيبة بعض الناس خصوصا في شهر رمضان التي تُحب الإكثار من فعل الخير ومساعدة المحتاجين وقالت قد يكون هدفهم من وصولهم للمنازل معرفة ظروف المنزل من يعيش فيه من يخرج ومن يدخل لهذا المنزل أو ذاك وليس هدفهم الأساسي التسول، مطالبة بأن تكون هناك خطة توعوية مدروسة خاصة في هذا الشهر موجه للمواطن من خلال الرسائل التوعوية عبر التلفزيون والإذاعة والصحف بعدم التجاوب مع هؤلاء المتسولين وأن هناك جهات تقوم بمد يد العون للمحتاجين.
فيما حذرت الأخصائية منال الدوسري الشباب التجاوب مع المتسولات لاسيما من تكون منهن بكامل زينتها، موضحة أن بعضهن يحملن أمراض خطيرة، كما أن هناك منهن مدمنات على المخدرات وقالت: على المواطن ان يبلغ في حال استمر ازعاجهم في منازلهم من هؤلاء المتسولين والمتسولات موضحة أن هذه مسألة بالغة الخطورة.
ويرى مواطنون حسب استطلاع لرأي أجرته " إيلاف" أن أكثر الجنسيات لهؤلاء المتسولين هم من اليمن الشمالي لاتقانهم تقمص الشخصية السعودية في الجنوب ثم يأتي بعد ذلك الجنسية السورية والفلسطينية لا تقانهم لهجة أهل شمال في السعودية كما أكدوا أن أغلب المتسولين من النساء والفتيات وأنهم يقومون بملاحقة الشباب خصوصا في المراكز التجارية وعند اشارات المرور. مشيرين أنهم يرون كثير من النساء أمام المنازل في بعض الأحياء.
يقول باسم يعمل في أحد مراكز التسوق أن وجود مثل هؤلاء المتسولات الصغيرات مشاهد اعتادوا عليها وهم يرونها بشكل مستمر ويضيف بأنهن لا يتقن اللهجة السعودية وأن اغلبهن في نظره هن غير سعوديات.
ويرى أحمد أن هناك عصابات تسول ودعارة تقف خلف هذه الظاهرة، مشيرا أن أحداهن عند احدى اشارات المرور طلبت منه 500 ريال مقابل أن تخرج معه، وأضاف بات معروف في وسط الشباب أن هناك فتيات يتجولن في كل مكان وأن هناك من تعرض على الشباب إقامة علاقات محرمة مقابل المال.
إلى ذلك قالت وزارة الشؤون الاجتماعية في وقت سابق بأن صور التسول وأشكاله تزداد في مواسم الحج والعمرة وتنتشر أكثر في المناطق التي يرتادها الزائرون للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فضلاً عن استغلالهم أيضاً لشهر رمضان المبارك وزيادة نشاطهم في هذا الشهر الكريم، أغلبهن أنهن يأتين في موسمي الحج والعمرة ليجدن الكثير من أبناء الجالية في استقبالهن، وأغلبهن يقيمن بشكل غير قانوني، وبعد كل ذلك لنا الخيار إما العمل كخادمات منازل أو متسولات، وهي المهنة الأقل جهدا والأعلى عائدا.
وأضافت الوزارة انه ومن خلال تواجد (8) مكاتب في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى (4) مكاتب للمتابعة الاجتماعية، أسهمت في معالجة كثير من حالات المتسولين الذين يتم إلقاء القبض عليهم من قبل الجهات الأمنية (المناط بها عملية القبض) حيث تركز المكاتب على بحث حالات المتسولين السعوديين للتعرف على مشكلاتهم ورسم خطط علاجها وفق فردية كل حالة وتوجيههم إلى الخدمات التي توفرها الدولة للمحتاجين منهم على ضوء ما حددته النظم واللوائح الصادرة بهذا الشأن، بينما تتولى الجهات الأمنية معالجة أوضاع المتسولين غير السعوديين.
وتشير آخر الإحصائيات الصادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن نسبة عالية من المتسولين المقبوض عليهم هم من الأجانب، إذ تتراوح نسبة السعوديين من المتسولين بين 13_21% بينما تتراوح نسبة الأجانب من المتسولين بين 78_87% من خلال إحصائيات آخر ثماني سنوات.
إيلاف اللندني |