لحج نيوز/بقلم : رامي حسن الفضلي -
لم يكن يتوقع العطاس أن يصل عدد وعديد جماهير الحراك المستقبلة له على طول وعرض المملكة المتحدة -أن يبلغ- عددهم العشرات، وهو الذي قطع الفيافي والقفار وشق عباب البحور والأنهار وركب الحمير والبغال ليجد أمامه هذه الفضيحة.. لقد فوجئ العطاس بهذا المنظر المرعب وهو من كان يظن أن من سيكون في استقباله الآلف والآلاف خاصة وأن هناك من أوهمه وقال له سوف يسر قلبك وتبتهج نفسك وتقر عيونك برؤية الجماهير الغفيرة من الرجال والنساء والشباب وهم يصطفون على جانبي الطريق يحيونك ويرشون عليك الورود والياسمين.. ولكن يا فرحة ما تمت!! لقد وجد في انتظاره ما لا عين قرّت برؤيته ولا منظر يسر خاطره، وعلم ولكن بعد فوات الأوآن أن الجماعة قد ضحكوا عليه أو كما يقول المثل(أكّلوه الأونطه)وفوجئ ودهُش أن الأموال التي يرسلها هو وعلي ناصر والبيض وغيرهم من هنا وهناك لم تتوجه للغرض الذي أرسلوها من أجله، ولكنها تذهب لجيوب من كانوا يعتمدون عليهم وهم يعتقدون أنهم كانوا يعّدون لهم العدّة ويمهدون لهم الطريق للعودة مظّفرين ومكلّلين بالنصر ولكن وكما يقول المثل (نابهم طلع على شونة).
أما فجيعة الحراك المفجوعين فقد دهشوا وتبلّدت أحاسيسهم وفغرت أفواههم وتحجرت أعيونهم وتجمدت حواسهم، وهم يرون المناضل والمخلّص والمحرّر لهم ومن كانوا يتوقعونه أنه سوف يجيب (الثعلب من ذيله) ينقلب أمامهم لمدرس تاريخ يقص عليهم وكأنهم تلاميذ في المرحلة الأساسية القصص والحكايات عن تاريخ أسود وأسود كان هو أحد صانعيه أرتكب فيه هو ومن كان يحكم معه ويتسلّطون فيه على الشعب أبشع الجرائم والمجازر عبر سنين طغيانهم.
وخلال الساعات العجاف التي قضاها كل من المفضوحين والمفجوعين، ظهرت حقيقتهم وظهر وزنهم وعرف القاصي والداني أن هؤلاء وأمثالهم ليسوا سوى تجار قضايا وسماسرة مراحل يعيدون من جديد تاريخهم النتن، وأن أمثال هؤلاء عار على الشعب وعلى كل المناضلين الذين يقدمون أرواحهم في ميادين الشرف والبطولة والتضحية والفداء.
وهكذا سيبقى هؤلاء المتاجرين بقضايا الشعب وصمة عار في جبين الوطن.
والنصر والعزة والكرامة للإبطال في أرض الشرف.