لحج نيوز/بقلم:سوزان المشهدي -
كنا قد انتهينا من الحوادث المسيئة التي كانت تحدث والمتمثلة في عدم الصلاة على بعض الأشخاص، لأن سمعتهم مثلاً ليست على المستوى اللائق.
نعم كان يحدث هذا من بعض الأشخاص نعم كانوا يرفضون الصلاة على شخص روحه بين يدي رب العالمين وهو وحده من يملك حق قبوله في رحمته أو طرده. ولا نملك كأشخاص (عبيد لله) هذه الخاصية فالشخص انقطعت صلته بالدنيا وبعبيد الله فمن نكون نحن لنمنع عنه دعاء وصلاة هي من واجبات المسلم على أخيه المسلم (فلولا الأحياء لهلكت الأموات).
فقدنا الأسبوع الماضي كاتباً كبيراً وشخصيه فريدة جداً وأسعدني جداً أن كماً هائلاً من الناس حزنوا بشده على الدكتور الرائع غازي القصيبي وكثير منهم رثوه بكلماتهم المعبرة وكثير قاموا بالحداد عليه، لأنه وبكل المقاييس شخصية لن تتكرر وشخص بذل الكثير للنهوض بمجتمعنا التي تلعب فيه بعض الأفكار الرجعية التي لا تمتُّ للدين بصلة. حاول كثيراً تشغيل النساء في المحال التجارية وحاول كثيراً وضع آليات لحمايتها وللحصول على حقها، عوضاً عن الوقوف في الشوارع لاستعطاف المارة من هنا وهناك، وعوضاً على انتظار الشيوخ عبر بوابات المساجد للحصول على بعض الأرزاق التي لا تغني ولا تسمن من جوع والتي لا تعتبر حلاً جذرياً لمشكلتها المزمنة والمتمثلة في الحصول على عمل شريف يؤمن لها حياة كريمة. فوجئنا ببعض الأشخاص يعبّرون عن مشاعر (مقيتة ويفتون بأن لا حرج من الهجوم على الراحل وأن ذلك لا يمس الشريعة في شيء).
أي شريعة يقصد؟! هل شريعة غير الشريعة التي نعرفها والتي تحرّم الحديث عن شخص غائب ولا يستطيع الدفاع عن نفسه؟ أي شريعة وأي أخلاق هذه التي تتيح اغتياب شخص بين يدي الخالق علناً أو سراً مطمئنين بأن الشريعة لا تجد في ذلك حرجاً؟! أي أخلاق هذه تحملها شريعتهم؟! كيف باستطاعة واعظ كما يسمي نفسه ويعلن على الملأ هذه الرأي اللاأخلاقي. والذي يتنافي مع كل القيم الإنسانية وليست الدينية فقط.
انهال الواعظ على شركة قامت بتشغيل النساء في العمل «كاشيرات» وأخبر المتجمهرين حوله أن المقاطعة واجبة لهذه الشركة وأريد أن أسأله: هل ترى وتشاهد أعداد النساء التي تقف على بعض القصور لتحصل على ريالات عدة؟! ما الذي يدفعهن في البقاء من العصر حتى المغرب تحت أشعة الشمس الحارقة؟! وماذا فعل سعادته لهن هل أسهم في إيجاد حل جذري لاحتياجهن؟! ماذا قدم لهن؟! أم انه بالفعل لا يراهن؟! عيب كبير أن نسمع مثل هذه الكلمات التي تسيء إلى الشريعة المتكاملة التي ندين بها والتي علمتنا من نعومة أظافرنا أن الرجولة في المواجهة وليست في الهجوم على رجل خلوق رحل عن دنيانا ولا يتمكن من الدفاع عن نفسه التي كانت تهدف للارتقاء بالمجتمع المليء بالوعاظ من هذه الشاكلة والتي تفتي بالجواز والحرمانية تبعاً لأهوائها الشخصية بكل أسف.