4994 يوما
ً
منذ تمرد المنشق علي محسن
ً

قصيدة (الــجــبــــال) للراحل الأسطورة محمد عبد الاله العصار
لحج نيوز
السعودية وكابوس الغباء السياسي
بقلم/ عبدالملك العصار
العالم يتكلم هندي !!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
هادي ورقصة الديك
بقلم د./ عادل الشجاع
التهريب.. جريمة تدمر الفرد والمجتمع وخيانة بحق الوطن ..؟
بقلم/طه العامري
مابين الوطنية والخيانة ..
بقلم / طه عزالدين
نصيحتان في أذن المجلس السياسي الأعلى ومحافظ البنك المركزي بن همام
بقلم / عبدالكريم المدي
ما هو السر المخيف في هذه الصورة ؟
لحج نيوز/متابعات
فتاة تتحول لإله في نيبال لأن رموشها مثل البقرة
لحج نيوز/متابعات
طفلة الـ10 أعوام.. أنجبت طفلاً وانكشف المستور!
لحج نيوز/متابعات
فتيات اليابان غير المتزوجات لم يمارسن الجنس من قبل... لماذا؟
لحج نيوز/متابعات
ماذا يعني وجود "نصف قمر صغير" على أظافرك
لحج نيوز/متابعات
قبل عيدالأضحى .. لماذا حذرت سلطنة عمان النساء من استخدام الحناء السوداء ؟
لحج نيوز/متابعات
مصريّة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطهما في أحضان بعض في غرفة نومه
لحج نيوز/متابعات
لحج نيوز - كانت المعاركُ شرسةً. أهلكت الضّرعَ وأحرقت الزّرعَ. رَمّلت النساءَ ويتّمت الأطفالَ. استعصت على الحلِ، وأعجزت الواصفين. تناقلها الرواة، ودونتها الذاكرة الشعبية على ألسن الحكائين والهدائين.
يقول الهادي إسماعيل، في

الثلاثاء, 13-أكتوبر-2009
لحج نيوز/بفلم:القوني احمد تورين -
كانت المعاركُ شرسةً. أهلكت الضّرعَ وأحرقت الزّرعَ. رَمّلت النساءَ ويتّمت الأطفالَ. استعصت على الحلِ، وأعجزت الواصفين. تناقلها الرواة، ودونتها الذاكرة الشعبية على ألسن الحكائين والهدائين.
يقول الهادي إسماعيل، في وصفِ بعضِ هذه الوقائع والأحداث المـأساوية الأليمة بمصاحبة آلة " أُم كيكي"، وهو يطوف الميادين العامة في مدن الإقليم، ينوحهم، ويبكيهم، ويرثيهم، ويترحم عليهم، بعد أن فقد هو نفسه زوجته وأطفاله وأحباءه.
أولاً وحدوه واحمدوه في عُلاه، وأكثروا على نبيه الأُمي أفضلَ الصلاه. وارفعوا الأكفَ خاشعينَ خاضعين، ألا ترى أعينكم ما رأته عيني. أما أنا، وبالكتابِ سورةً وآيه، وصفي لهم كوصفِ الوجهِ بالمرايا. لكن لا تقولوا قلتُ أو فلان، فالأمرُ في مجملِه يلزمه الكِتمان. فلنترك الأمرَ بَينَ بَين، نبينُ بعضَه، والبعض لا نبين.
ولنطلب لهم حسن الثواب، من ربنا المهيمن الغفور، يجمعنا بهم يوم الحساب. يوم الحشر والجزاء والنشور.
ولنبدأ أولاً بقريةِ الخرّوب. إلى الغربِ من هنا ميلاً إلى الجنوب. شمالُها غابةٌُ لا تعرف الدروب، والشرقُ خصرُها، يليه عجزُها، يلفه الوادي من الجنوب.
الأهل استعدّوا، لزواج ابنهم اعدّوا. بعد غيبةٍ طويله، في الغربةِ الذليله، من بنتِ عمه أبو شنب، أكثرهم ميلاً إلى العرب.
العروسُ، تاجوجُ مثلها. لها كما لها. غير أنها، أمالت القلوبَ والهوى أمالها. والعريسُ فارسٌُ بهي، الحورُ تشتهيه. ملّكه الغرامُ سرّه وكلَّ ما لديه. وقبلَ أن يُزمعَ السفر، لهذا اليومِ كان ينتظر.
في المساء، تجمعوا تناولوا العشاء، بعدها تفرقوا للرقصِ والغناء. وآخرون في الجوارِ يحتسونَ والجلوسُ طاب، فأكثروا الشراب. والأطفالُ قد تحلّقوا حولَ الرتينه، يخرجون الألسنه، والرؤوسُ قد تطاولت، تلفهم سكينه. يتابعُ الكبارُ ما يذاعُ من نفاق في اهتمام. الإخوة الكرام، ندعوكم إلى السلام.
ثم أقدمَ الضيوفُ يا صحاب، فقامَ أهلُ العرسِ للترحاب. باشرُوا وبشُوا، وللسلامِ أفشُوا. أهلاً مرحبا، انزلوا تعشوا. القادمونَ بالسلامِ ضنّوا، فأوجسوا منهم خيفةً وظنوا. توقفَ الغناءُ، والطبولُ لا حَراك. تقاربوا تهامسوا، شيطان أم ملاك. وفجأةً، ودونما قضيه، ردّت على السلامِ والسؤالِ بندقيه. أطاحت أولاً برأسِ أقربِ الصغار، تحولَ المكانُ بعدها جحيمَ نار. الأطفالُ يهربونَ يركضونَ يصرخون، والنساءُ قد فعلن ما الصغارُ يفعلون. والمحتسونَ السكرة طارت، أعصابُهم انهارت. التفت الساقُ بالساق، لفازوا جميعاً لو أنه سباق. كأنهم حمرٌُ مستنفرة، فرّت من قسورة.
فوضى وشيءٌٌُ من الصخب، ودونما مشقةٍ ولا تعب، عمّ السكونُ ساحةَ المكان ، واغرورقت أعينُ الزمان.
نزلوا، ودونَ دعوةٍ تعشوا، وبالبيوتِ حلّقوا تمشوا. وغادروا والعريسُ آخر الضحايا، والعروسُ في زمرةِ السبايا، والقومُ أعجازُ نخلٍ خاويه، لم تبق منهم باقيه.
الشوقُ أعلنَ الحداد، والودُّ فارقَ الوداد. والبكاءُ أكثرَ البُكا، والموتُ هاله ما قد رأى.
إبليسُ تابَ عضَّ إصبعَ البنان، خانه الغرورُ والصلف. يقولُ جهرةً بلا كِتمان ، والقلبُ منه قد وجف، كيف أعجزني ما استطاعه الإنسان؟ كسالفٍ قد بذّه الخلف.
ثم جاءهم طعامُهم والسلاحُ والذخيره، والأمرُ بالمعروفِ والأوامرُ النحرِيره، لا نريدُ أسرى ولا جَرحَى، التزموا بدقةِ الأوامرِ الأخيره.
في المطار، وعلى طول الطريق لقصر الضيافة، لاحظ الوفد غياب الجماهير. بل لم يتوقف المارةُ ولو من باب الفضول. وكان الرئيس ينتهز الفرصَ أحياناً عندما يشاهد مجموعةً من المواطنين فيلوِّح لهم، وكأنه يقول لهم، انظروا، أو صفقوا، أنا الرئيس. فيحيون الوالي مبتسمين في مودة، وينظرون إلى الرئيس مكشرين في استياء. ثم يواصلون سيرهم.
من المطار، عبرَ الوفدُ المدينةَ فالجسر، في طريقه لدار الضيافة في الضفة المقابلة للنهر. الغابةُ الممتدةُ على ضفتي النهرِ وعلى مدِّ البصر، تتزاحم فيها أشجارِ الزينة، وفواكه قطوفها دانيةُُ لا مقطوعةُُ ولا ممنوعةُُ، تتخللها القصور والفلل.
المكانُ يعجُّ بالحياة. طائراتٌ صغيرةُُ منخفضةُُ تعبرُ النهر، واليخوتُ تمخر عُبَابَه، وأفراسُ البحر والتماسيح تزينُ المشهد.
أسرابُ الأوزِ، والحباري، وطير الرّهو، والغرنوق، والبجع، والنورس، بين محلقٍ، وسابحٍ، ومتنقل. تقتربُ من الزائرين، والعصافيرُ تحطُّ على الأكتافِ والرؤوس.
قطعانُ الزرافِ، والأفيال، والجاموس، ووحيد القرن، والغزال، والمها. تتجولُ مطمئنةً، لا تؤذِي ولا تؤذَى. لا تدخلِ المدينةِ نهاراً، تفادياً لإرباك حركة السيرِ وإخافةِ الغرباء. أما الليل، فلها إن شاءت دخول المدينة والاستئناس بالناسِ ومشاركتهم حياتهم.
فكثيراً ما ترى الأطفال مساءً يمتطون الأفيال، وآخرين يرسمون أعناقَ الزرافِ على ظهورِ حمير الوحش، وآخرين يكحلون عيون المها والغزال.
والقرودُ تتنزه في الحدائق والمنتزهات. تلعبُ مع الأطفالِ تشاركهم المراجيح ، وتطوفُ على الجالسين فيقدمون لها العصائرَ والحلوى. وكذلك تفعل هي عندما يزورنها في الغابة. تُرِيهم الطريق، تعلمهم أسرارَ الطبيعةِ وتسلّقَ الأشجار، وتقدمُ لهم الفواكه الطازجة، وباقات الوردِ البري.
المدينةُ تتوسطُ المحمية الطبيعية الجنوبية. عند إقامةِ المحمية أصدرت وزارة الجمال بياناً يذوبُ رقةً، وعذوبةً، ولطفاً. " عزيزي المواطن... دعها تزين حياتنا... وتملؤها جمالاً". ولم تصدر قانوناً يمنعُ الصيد، ولا لائحةً تنصُ على عقوبات

كاتب سوداني
ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر

التعليقات:

الاسم:
التعليق:

اكتب كود التأكيد:




جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (لحج نيوز)