لحج نيوز/بقلم:وهيب الذيباني -
سبق لي وان شاهدت في احد مستشفيات محافظة لحج خلال فترات ماضية موظفون وممرضون يتغيبون ويتهربون من أداء عملهم ودوامهم في أقسام المستشفى ، وهناك منهم من يبحث عن تفريق وإجازات لممارسة أعمالهم في عيادات وصيدليات خاصة ، مما أصبح الكل يتهرب من العمل في المستشفى، مما أوصل المستشفى إلى حالة يرثى لها حيث أن ذهبت عدة أيام إلى بعض الأقسام ولم أجد فيها حتى مريض واحد وخاصة في الأقسام الداخلية ، وصادفت عدة أيام كنت في المستشفى أثناء وصول حالات مرضية طارئة ولم يكن هناك ولا طبيب مناوب ولا ممرض مما جعل اغلب الناس يتهربون من المستشفى لعدم توفر فيه خدمات طبية كافية، ولجئوا إلى العيادات الخاصة برغم المبالغ التي يدفعونها هناك ألا أنهم يعتبرونها أهون لهم من ذلك الإهمال واللامبالاة التي يجدونها في أقسام المستشفى .
وفي اثنا ما كان المستشفى في تلك الحالة السيئة قدر الله وجاءت منظمة دولية مكونه من عدد من الأطباء الأجانب المتخصصين من عدة جنسيات لإنقاذه من التدهور النهائي وقبل أن يتحول إلى خرابه ، لتشغيل بعض الأقسام كان أولها قسم الطوارئ وكانوا قد طلبوا عدد من موظفو وأطباء المستشفى للعمل لديهم ببرنامج ونظام معين يفرضونه عليهم وبدوام وعمل محدد من قبلهم مقابل مكافئات وحوافز شهرية إضافية فوق مرتباتهم التي يستلمونها من المستشفى والكل يعرف نظام وعمل المنظمات الدولية كيف يتم .
نعم كانت المفاجئة الكبرى التي حصلت إن كل الأطباء والممرضون يتزاحمون للتقرب من العمل مع المنظمة، ومتابعتهم للعمل لديها برغم طلبها منهم الالتزام بالدوام والنظام في العمل، فجاه بين عشية وضحاها أرى الكل في المستشفى يؤدي مهامه ويطالب بالانضمام إلى فريق المنظمة وخلال أيام انتعشت حركة المستشفى الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل مجي المنظمة، وازدحمت الأقسام الداخلية بالمرضى المتمددين واكتظت الحوادث والعيادات الخارجية بالمرضى هربا من تكاليف العيادات الخاصة ورغبتا في الخدمة الجيدة نوعا ما التي أصبح المستشفى يقدمها اليوم .
وعندما أتيت إلى المستشفى في إحدى الأيام الساعة الحادية عشر ليلا بعد هذه التغييرات وجدت أقسامة تعمل والأطباء والممرضون مداومون، ويزدحم بالمرضى فاستغربت اهو هذا المستشفى الذي كان على وشك أن يصبح خرابه في النهار أصبح في الليل منتعشا هكذا، وهذا المستشفى الذي كنا لا نجد فيه ولو حتى ممرض واحد في اغلب الأحيان أصبحوا اليوم يتسابقون للعمل مع المنظمة الدولية، وهذا المستشفى الذي كنا لا نجد فيه حتى مريض واحد أصبح اليوم يزدحم بالمرضى .
حين شاهدت هذين التناقضين دارت في ذهني عدة أسئلة لماذا الموظف والطبيب لدية رغبة للعمل لدى المنظمة الدولية بإخلاص ولم يعمل مع الوزارة والإدارة التي هو أصلاً موظف لديها ؟ هل هو حبا للنظام الإداري التي تتبعه المنظمة أم هو طمعا في الدولارات التي يتقاضونها من المنظمة ؟ وهل يا ترى إذا عملت وزارة الصحة على فرض نظام أداري قوي وحديث في مستشفياتها ومراكزها وعياداتها الطبية سيلتزم أولئك الموظفون بأعمالهم ومهامهم ؟ أم أنهم بحاجة إلى زيادة مرتباتهم للقيام بواجباتهم ؟ فماذا يريدون لكي يعملون مع الوزارة بكل اهتمام ومسئولية كما لو كانت منظمة دولية ؟!!
[email protected]