لحج نيوز/بقلم:مصعب الأعذل المرادي -

استظل تحت سمائه .. واستنشق طيب هواؤه .. يعطيني الأمن والأمان .. ويمنحني الدفء والحنان .. ويكون ملاذي الأخير .. وبيتي الواسع الكبير .. حينما تتكالب الأزمات .. وتتوالى النكبات .. إنه وطني الحبيب..

حينما تغلق بوجهك الأبواب .. ويتخلى عنك الأهل والأصحاب .. تذكر أن هناك من لا يزال يحبك .. ويشعر بالاستئناس بقربك .. يتمنى أن يضمك إلى صدره الحنون .. ويحمل عنك الماسي والشجون .. انه الوطن الغالي..

عندما تداهمك الكربة .. وتشعر بالضيق والغربة .. وتصبح أسير الأحزان والمواجع .. رهين الأهوال والفواجع .. فعليك بالرجوع إلى من فتح لك ذراعيه ولسان حاله - مرحباً بمن شغفني حبه .. وأسعدني كثيراً بقربه .. إنه الوطن لا غير..

قال عنها سيد الخلق ، ورسول الحق ، النبي الهادي خير من حظر النوادي ، وابر من ركب الخوادي (إذا اشتدت بكم المحن فعليكم باليمن) ، وقال أيضاً (إن نفس ربكم – أي الفرج بعد الشدة- باتي من اليمن) ، ويقول كذلك (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ، ويقول صلى الله عليه وسلم مخاطباً الأنصار (اللهم أرحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) وايم الله لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار.

أنها بلاد اليمن السعيدة ، موئل العلم والإبداع ، ومصدر التنوير والإشعاع ، مهد جميع العربان وقبلة بني الإنسان ، تهفوا إليها النفوس ، وتتساقط دونها الرؤؤس ، لا عاش من جفاها ، وسحقاً لمن عاداها ، انطلق منها الغزاة الفاتحين ، وخرج منها الأولياء الصالحين، وكانت بحق وحقيقة ، صانعة الانتصارات ، في زمن الانكسارات ، تعلم منها العالم أن الاستسلام والخضوع والانحناء والركوع ، لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى.

فهل عرفتم من هي ؟! أنها اليمن وكفى..

أخيراً وليس بآخراً ، اسأل الله أن يهز بهذه الكلمات جامداً ، ويؤزر بها غالى الخير خامداً ، لنجني شيء من ثمار النية ، ونغير أواخر الأسماء المبنية ، فان تم فبيان وتؤكيد ، وذاك ما نريد وأن لم يتم فأقول : (ما كل من ألقى الدروس أتي بما تهوى النفوس) .