لحج نيوز/بقلم:بدرية البشر -
في عام ٢005 ناقش مجلس الشورى النظام المروري بالمملكة ومن ضمن التوصيات لمعالجة وتطوير النظام أوصى أحد أعضاء مجلس الشورى وهو د.محمد آل زلفة بمناقشة توصية السماح للنساء بقيادة السيارة للحد من هجرة الأموال المرتحلة وكأنه أراد أن يوزع دم القضية على القبائل ويذكرهم بفوائدهم قبل فوائد النساء، وأن هذا الحل يصب في مصالح مشتركة ليس أولها بالطبع تمكين المرأة من هذا الحق، لعل قلوب «الشوريين» ترق وتسمح، تسرب خبر هذه التوصية للصحافة، فقامت القيامة على دكتورنا العزيز، وانتشرت مشاهد مصورة عبر البلوتوث واليوتويوب تصور أفراداً من جماعات متشددة تحيط به عقب كل صلاة أو محفل تراجعه وتستتيبه وتذكره بما فعل اليهود، والنصارى، والمنافقون، ودكتورنا آل زلفة يستغفر ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويذكرهم بأنه واحد منهم يصلي معهم ويستغفر الله، أشاعوا أن اقتراحه المتهور يعود لكونه بلا بنات لذا فهو لا يشعر بحرقة الأباء الذين سيعرضون بناتهم للخطر، فظهر في مقابلات تلفزيونية يرد عنه هذه التهمة قائلاً ان لديه بنات وهن في منزلة نساء هذا الوطن الجليلات ولن يمنعنهن من هذا الحق، سأله الغاضبون: ماذا لو تطاول على بناتنا الشباب قليلو التربية والمتهورون (هؤلاء البنات اللاتي يقصدون هن في الأصل يخرجن كل يوم مع السائق الأجنبي وفي المجمعات التجارية) فكان جوابه من جملة واحدة ليس فيها سفسطة ولا طول كلام (من لم يربه أهله تربيه الحكومة). لكن لا هذا ولا مشاركات الرأي العام الداعمة انتصرت للتوصية، ورفض المجلس مناقشتها بعد أن وجد لها تخريجاً نظامياً يعفيه من الصداع، (وزي ما رحنا جينا). مالذي جد في القضية اليوم؟
الجديد هو أن أحد أعضاء مجلس شورى سيتقدم بتوصية لكنها ليست متهورة كسابقتها بما يكفي ليجدد الطلب ذاته، بل شديدة الأدب، تقول هذه التوصية: إذا كان ممنوعاً قيادة المرأة للسيارة في الداخل، طيب ممكن تسمحون لها تسوق برا، معليش يعني؟
كيف يسمح مجلس الشورى للمرأة أن تسوق برا؟
وهل هذا من اختصاصه أن يسقن النساء برا أم لا؟ وما السببب لهذا الطلب الغريب، والذي كأنه يقول دعهن يلعبن برا إذاً ممنوع عليهن اللعب في وطنهن؟ يشرح عضو مجلس الشورى اقتراحه الخجول بالقول: ان تداعيات منعهن من الحصول على رخصة قيادة في السعودية يترتب عليه أنهن لن يتمكن بأي حال من الأحوال أن يقدن سيارة في الخارج. وأن بعضهن يضطرن للاحتيال على الأنظمة في الدول المجاورة، فيستخرجن اقامة غير صادقة، لكي يتعلمن ويختبرن ويتمكن من استخراج رخصة محلية، وبناء على هذه الرخصة يستطعن استخرج رخصة قيادة دولية، والتي لا تمنح إلا بموجب امتلاك رخصة محلية، وربما أنه بات من متطلبات السياحة الخارجية للنساء اليوم تجربة كيف تقاد هذه المركبة الملعونة والتي يقوم الناس في بلادها من أجلها ولا يجلسون، في حين تتخلي عن هذا الحق المرأة في معظم بلاد العالم وقد تفضل عليه الركوب في الباص.
آمل أن صديقنا عضو مجلس الشورى قد قرأ مثلي اليوم خبر إعلان المانيا عن أول إطلاق سيارة تمشي من دون قائد ولعله رأى الرجل الألماني يجلس في المقعد الأمامي رافعاً يديه من فتحة سقف السيارة ليدلل بأن السيارة تمشي بدون أن يضع يديه علي أي مقود، بقى سؤال عظيم يجب أن أوجهه لمجلس الشورى: لو اشتريت هذه السيارة الألمانية التي لن أقودها بل هي تقود نفسها، هل من الممكن أن أجلس قدام أم أو لازم أجلس ورا..