4997 يوما
ً
منذ تمرد المنشق علي محسن
ً

قصيدة (الــجــبــــال) للراحل الأسطورة محمد عبد الاله العصار
لحج نيوز
السعودية وكابوس الغباء السياسي
بقلم/ عبدالملك العصار
العالم يتكلم هندي !!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
هادي ورقصة الديك
بقلم د./ عادل الشجاع
التهريب.. جريمة تدمر الفرد والمجتمع وخيانة بحق الوطن ..؟
بقلم/طه العامري
مابين الوطنية والخيانة ..
بقلم / طه عزالدين
نصيحتان في أذن المجلس السياسي الأعلى ومحافظ البنك المركزي بن همام
بقلم / عبدالكريم المدي
ما هو السر المخيف في هذه الصورة ؟
لحج نيوز/متابعات
فتاة تتحول لإله في نيبال لأن رموشها مثل البقرة
لحج نيوز/متابعات
طفلة الـ10 أعوام.. أنجبت طفلاً وانكشف المستور!
لحج نيوز/متابعات
فتيات اليابان غير المتزوجات لم يمارسن الجنس من قبل... لماذا؟
لحج نيوز/متابعات
ماذا يعني وجود "نصف قمر صغير" على أظافرك
لحج نيوز/متابعات
قبل عيدالأضحى .. لماذا حذرت سلطنة عمان النساء من استخدام الحناء السوداء ؟
لحج نيوز/متابعات
مصريّة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطهما في أحضان بعض في غرفة نومه
لحج نيوز/متابعات
لحج نيوز - يخيل إليّ أن العالم العربي يعيش الآن نفس المرحلة التاريخية التي كانت تعيشها أوروبا على مفترق الحزّ الفاصل بين العصور الوسطى والعصور الحديثة. فالانقسامات الطائفية والمذهبية التي يعاني منها والتي تندلع على شكل حروب أهلية مروعة هنا أو هناك دليل على

الجمعة, 23-أكتوبر-2009
لحج نيوز/بقلم:هاشم صالح -


يخيل إليّ أن العالم العربي يعيش الآن نفس المرحلة التاريخية التي كانت تعيشها أوروبا على مفترق الحزّ الفاصل بين العصور الوسطى والعصور الحديثة. فالانقسامات الطائفية والمذهبية التي يعاني منها والتي تندلع على شكل حروب أهلية مروعة هنا أو هناك دليل على أنك لن تستطيع أن تهرب من قدرك وتاريخك بمثل هذه السهولة. فالماضي سيلحق بك عاجلا أو آجلا. وبالتالي لا بد من المواجهة والمصارحة وتصفية الحسابات. أما المراوغة والمداورة وعدم الجرأة على تسمية الأشياء بأسمائها فلا يؤدي إلى نتيجة تذكر. أكتب ذلك على ضوء الفاجعة التي تجري في اليمن حاليا بين أبناء الشعب الواحد والتي قد تجري في كل مكان لاحقا، بل هي جارية حتما.

كانت الحركات الآيديولوجية في الخمسينات والستينات كالبعث والناصرية والماركسية قد أوهمتنا بإمكانية حل هذه المشكلات التاريخية عن طريق القفز عليها وعدم مواجهتها وجها لوجه لكيلا تستيقظ وتنفجر وتحرق الأخضر واليابس. ولكن هذه المنهجية الساذجة الحسنة النية دون شك أثبتت فشلها وأدت إلى عكس النتيجة. فها هي المشكلات العرقية والطائفية تنفجر بعنف أشد بعد عقود من الفكر التقدمي والقومي واليساري. ها هي تنفجر في وجوهنا كالقنابل الموقوتة بعد طول كبت واحتقان. وها هي الآيديولوجيات التقدمية تنحسر عن الساحة لكي تحل محلها الآيديولوجيات الطائفية والمذهبية. وها هم المثقفون العرب يندبون ويولولون قائلين: يا الهي لماذا عدنا إلى الوراء؟ والواقع هو أننا لم نعد إلى الوراء وإنما الوراء هو الذي عاد إلينا، لأننا لم نتجرأ في أي يوم من الأيام على مساءلته أو مناقشته ناهيك عن نقده وتفكيكه.

لذلك أقول بأن المحنة التي يعيشها العالم العربي ومن ورائه العالم الإسلامي ككل سوف تطول. إنها أمامنا لا خلفنا. وسوف تظل رازحة تقلق وجودنا ما لم نتجرأ على طرح السؤال الأول عليها: من أين جاءت هذه الانقسامات الطائفية والمذهبية؟ متى تشكلت لأول مرة وانعقدت خيوط عقدتها المبرمة؟ من سيتجرأ على الحفر عليها وتفكيكها تمهيدا للتحرر من أخطبوطها والخلاص منها؟ ما الكتب التراثية التي ترسخها منذ ألف سنة وحتى اليوم؟ هل هي مقدسة أيضا؟ في كل الأمم الصاعدة الحاضر هو الذي يتحكم في الماضي والأحياء والأموات ما عدا في العالم العربي: الماضي هو الذي يتحكم بالحاضر حتى ليكاد يخنقه خنقا.

إذا كان الأمر كذلك فإني أقول بأننا لن نخرج من ورطتنا طيلة ألف سنة قادمة. الفكر العربي أصبح أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتجرأ، وللمرة الأولى في تاريخه، على مناقشة هذه الثوابت الراسخة التي لا قداسة لها في الواقع، ولكن تفرض نفسها بحكم الزمن المتطاول وكأنها مقدسة، وإما أن يبقى خاضعا لها ومتعلقا بها إلى حد الوله والاستلاب وعندئذ لا حل ولا خلاص. كل الفكر الحديث قائم على مفهوم القطيعة الإبيستمولوجية ما عدا الفكر العربي الذي لم يسمع بها حتى الآن أو لا يريد أن يسمع. كل العلماء والفلاسفة يقولون لك بأن هناك فرقا بين الفضاء العقلي للقرون الوسطى، والفضاء العقلي للعصور الحديثة. وكلهم يقولون لك بأن بينهما قطيعة فلسفية وسياسية عميقة. ولكن المحافظين الجدد في العالم العربي يرفضون الاعتراف بهذه القطيعة المعرفية أو الإبيستمولوجية بين العصور. ففي رأيهم أن ذلك سيؤدي إلى التضحية بالكثير من الثوابت التي هي أعز علينا من روحنا التي قد تتقطع نياط قلوبنا إذا ما تخلينا عنها حنينا إليها. ولكن في هذه الحالة أسألكم: كيف يمكن أن نبني وطنا جديدا يتسع لكل أبنائه وليس فقط للفئة المهيمنة تاريخيا؟ كيف يمكن أن نؤسس مفهوم المواطنية بالمعنى المدني الحديث للكلمة إذا لم نقطع مع التصورات اللاهوتية أو الفقهية القديمة الموروثة عن العصور الوسطى والتي تكفّر ثلث السكان على الأقل؟ هل تعتقدون أن الدول المتقدمة في أوروبا لم تكن تعاني من نفس المشكلات؟

لقد دمّر الانقسام المذهبي الكاثوليكي ـ البروتستانتي القارة الأوروبية تماما كما قد يدمرنا الانقسام الشيعي ـ السني، أو الإسلامي ـ المسيحي، أو الكردي ـ العربي، أو الأمازيغي ـ العربي، إلخ. نصف سكان ألمانيا سقطوا في حرب الثلاثين عاما (1618 ـ 1648). وعندئذ لم يقل مثقفو أوروبا بأن هذه مشكلات مستوردة من الخارج أو من الاستعمار أو من الشيطان! وإنما واجهوا الحقيقة المُرة وجها لوجه وقالوا: هذه مشكلات داخلية على ديننا وتراثنا وبالتالي فالعقيدة أصبحت بحاجة إلى تفسير جديد، إلى مراجعة جذرية راديكالية شاملة. وعن هذه المراجعة الشاملة نتج الفهم المتسامح المستنير للدين المسيحي وانحلت المشكلات تدريجيا وتأسست المواطنية على قواعد الفلسفة الإنسانية الحديثة التي يتسع صدرها للجميع. وعندئذ توقفت الحروب المذهبية والأهلية التي طالما مزقتهم ودمرتهم. وأصبحوا كلهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات أمام مؤسسات الدولة ويعامَلون بنفس الطريقة. وبالتالي فأهلا وسهلا بالقطيعة الإبيستمولوجية! ولكن بالتدريج وبشكل إنساني، استيعابي، مهضوم. أنا لا أطالب بكل شيء دفعة واحدة ولا أريد حرق المراحل أو الاستهانة بتراث طويل عريض:


وقبيحٌ بنا وإن قَدُمَ العهـ

ـدُ هوانُ الآباءِ والأجدادِ

* نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر

التعليقات:

الاسم:
التعليق:

اكتب كود التأكيد:




جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (لحج نيوز)